المستخلص:
ارتبط تطور علم الاجتماع الصناعي ومجالاته البحثية بالثورة الصناعية الأولى حيث الانتقال من عصر الحرف والزراعة إلى التصنيع والصناعة التحويلية. ومع الثورة الصناعية الثانية ظهر النفط والكهرباء، وقامت الثورة الصناعية الثالثة فى ثمانينيات القرن العشرين على استخدام تقنية المعلومات في الإنتاج المعتمد على التحكم الآلي Automation. ومع ظهور الثورة الصناعية الرابعة فى العقد الأول من القرن الحادى والعشرين؛ حيث بدأ استخدام المصطلح من الحكومة الألمانية فى 2011م والذى يشير إلى الصناعة فى طورها الرابع (Industry4.0) والتي يطلق عليها الثورة الرقمية Digital Revolution حيث تنهض على ما يعرف بإنترنت الأشياء Internet of Things (IOT)، والتي كان لها الكثير من الآثار الإيجابية المتمثلة في خلق فرص عمل جديدة وزيادة الإنتاجية وتقليل ساعات العمل، كما أن لها الكثير من التداعيات السلبية المترتبة على التطورات التكنولوجية الجديدة التي تحل محل العمالة، مما يقلل من فرص الإبداع والابتكار.
وفى إطار ما سبق تسعى الورقة البحثية الراهنة إلى تحديد أهم الموضوعات البحثية في علم الاجتماع الصناعي في ظل الثورة الرقمية، وذلك في الفترة من 2013- 2022، مع محاولة التنبؤ بالموجات المستقبلية لبحوث علم الاجتماع الصناعي، مع إشارة خاصة للمجتمع المصري.
وعن منهجية الدراسة، على المستوى الماكرو Macro level استندت الباحثة على قاعدة بيانات Scopus للكشف عن مدى وحجم الاهتمام البحثي في مجالات علم الاجتماع الصناعي على المستوى العالمي، وأهم الموضوعات البحثية في مجال التخصص. وعلى المستوى الميكرو Micro level، تم تحديد الموضوعات البحثية التي لاقت اهتمامًا بحثيًا بصورة كبيرة في هذه الفترة، مع الاستشهاد بنماذج من الدراسات العالمية والمحلية المنشورة في المجلات الدولية.