يتمحور البحث حول تقنيات المسرح الصوتى فى مصر؛ فيدرس تجربة المخرج انتصار عبد الفتاح المسرحية التى شكلت هذا التيار المسرحى، موضحاً مفهوم المسرح الصوتى، وأبرز تقنياته، وما أدخله عليها المخرج انتصار عبد الفتاح من تطوير بهدف تعميق رؤيته الفنية، ثم يشير إلى المصادر التى يستلهم منها الأفكار الأساسية لعروضه، ملقياً الضوء على المراحل التى يمر بها خلق العرض المسرحى الصوتى لديه. كما يرصد البحث الخصائص الفنية المتعددة التى تميزت بها عروض المسرح الصوتى فى مصر، متوقفاً- فى شئ من التفصيل- عند عرض (مخدة الكحل) الذى قدمه المخرج انتصار عبد الفتاح فى قاعة صلاح عبد الصبور بمسرح الطليعة عام 1998م، بوصفه أنموذجاً تطبيقياً. وفي الختام توصلت نتائج البحث إلى أن المسرح الصوتي هو المسرح الذي تقوده الموسيقى، ويشتمل على لغة، وأعمال صوتية، وحركة جسدية. كما أوضحت النتائج أن الصوت في العروض المسرحية للمخرج انتصار عبد الفتاح يحتل مرتبة الصدارة، وكانت تقنية اللعب بالأصوات وتنويعاتها المختلفة من أبرز تقنيات المسرح الصوتي لديه. وقد قام بتطوير هذه التقنية حتى توصل إلى (البوليفونية Polyphony)⁽¹⁾ التي ترتكز على (الهاموني Harmont)⁽²⁾ داخل التعددية، ولم يقتصر البوليفونية على المجال الصوتي فحسب، بل جعلها تمتد لتشمل المجال البصري أيضاً. وقد وظف هذه التقنيات عبر أساليب فنية اعتمد فيها على دمج اللغة الصوتية واللغة الحركية في بنية مركبة، كما اعتمد على مبدأ تجار الفنون والأنواع الفنية المتعددة، مستفيداً من مبدأ التناقض، والتنافر، والتعارض، ومزج الأساليب والوسائط المختلفة، وكلها من ملامح فنون ما بعد الحداثة.