يتسم التلامبذ ذوي اضطراب متلازمة توريت بأنهم ليسوا ممن يعانون من إعاقات عقلية أو جسمية بل هم تلاميذ عاديون ولكن يواجهون بعض الاضطرابات الحركية والصوتية المتمثلة في اللازمات الحركية والصوتية اللإرادية والتي تتسم بكونها مفاجئة، تكرارية، نمطية، غير متسقة، تبادلية، تحدث في مناطق متفرقة من الجسم والتي قد تحجب عنهم إظهار قدراتهم وذلك نتيجة لوجود اضطراب عصبي وظيفي في أحد مراكز المخ المسئول عن تنظيم الحركة وتوافقها على الرغم أن منهم ذوي ذكاء متوسط وفوق المتوسط، وبالتالي هم عرضة لصعوبات التعلم والتي يكون لها أبلغ الأثر على التلاميذ في زيادة حدة اللازمات أكثر من وجود متلازمة توريت بمفردها، فهم يتشابهون مع التلاميذ ذوي صعوبات التعلم فيما يعانونه من صعوبات في تعلم المهارات الأكاديمية المتمثلة في (القراءة، الكتابة، الحساب) مع الفارق من وجود اللازمات التي تؤثر على تعلمهم.
فالتلميذ الذي ترتجف جفون عيناه وتهتز رأسه أثناء القراءة كثيراً لا يستطيع مواصلة القراءة بسبب هذه اللازمات، كذلك التلميذ الذي تتواجد لديه لازمات في يده وأصابعه وأذرعه لا يستطيع مواصلة عملية الكتابة أو أن تكون كتابته غير واضحة أو مفهومة أو تكون كتابته رديئة لعدم تمكن التلميذ من السيطرة على يده أثناء حدوث هذه اللازمات، كذلك اللازمات الصوتية التي تحدث أثناء الحديث والتي في إمكانها أن تعوق عملية التواصل وتجعل من الكلام غير واضح أو غير مفهوم.
بالإضافة إلى ما يعانيه هؤلاء التلاميذ من اضطرابات سلوكية والتي ترجع في أصلها للإصابة بالاضطراب ذاته مثل اضطرابات الجانب المعرفي، واضطرابات الجانب اللغوي، واضطرابات الجانب الحركي، كذلك اضطرابات الجانب الاجتماعي والانفعالي والتي تعد نتيجة طبيعية لما يلاقيه هؤلاء التلاميذ من رفض وسخرية مهينة، ومضايقات قاسية من قبل الآخرين من أفراد أسرتهم أو من قبل أقرانهم في محيط المدرسة والتي بدورها تؤثر على مفهومهم لذاتهم وعلى تقديرهم وتوافقهم مع أنفسهم وتجعل منهم شخصية مذبذبة غير واثقة من نفسها وفي الآخرين.
لذا يرى الباحثان أنه يتوجب علينا دراسة وفهم طبيعة هذه الفئة ولن يتأتى ذلك إلا في ضوء محكات التشخيص التي يقرها الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية- الإصدار الرابع- النسخة المعدلة- 2000Diagnostic & Statistical Manual of Mental Disorders- Fourth Edition-Text Revision, 2000، من أجل تشخيصٍ دقيقٍ ومتعمق لهؤلاء التلاميذ من خلال ملاحظتهم وجمع المعلومات والبيانات التي تساهم في الكشف المبكر وإيجاد الحدود الفارقة بينها وبين العديد من الاضطرابات التي قد تتشابه معها في زملة الأعراض وتختلف في بعضها وذلك من خلال ما يتم إعداده من اختبارات ومقاييس تسهم في الكشف عن الفروق في كل من هذه الفئات (متلازمة توريت- صعوبات التعلم) من أجل رسم صورة تشخيصية لمثل هذه الفئات ومن ثم إعداد الخدمات الإرشادية والعلاجية المناسبة لهم وتقديم البرامج الفعالة.