وإن كان الاهتمام بالتسويق في مجال السلع الغذائية في المراحل الأولى كان منصبا على توفير السلع الغذائية أي أن الاهتمام كان منصبا على الكم لأن الطلب يفوق العرض ثم في مرحلة ثانية كان الاهتمام بالجودة و النوعية أو الموازنة بين الكم و الكيف في السلع الغذائية و حاليا في المرحلة الأخيرة بدأ التركيز على الأبعاد الصحية للسلع الغذائية أو ما يعرف بأمان الغذاء.( )
ويعتبر الأمن الغذائي من التحديات الرئيسية في الوطن العربي فعلى الرغم من توافر الموارد الطبيعية من الأرض والمياه والموارد البشرية فإن الزراعة العربية لم تحقق الزيادة المستهدفة في الإنتاج لمقابلة الطلب على الأغذية واتسعت الفجوة الغذائية وأصبحت الدول العربية تستورد حوالى نصف احتياجاتها من السلع الغذائية الرئيسية وقد ازداد الاهتمام في الدول العربية بتوفير احتياجاتها من الغذاء في أعقاب الأزمة العالمية الحادة التي بلغت ذروتها في عام 2008 وتمثلت في مضاعفة أسعار السلع الغذائية الرئيسية وتقلص الواردات منها مما دعا الدول العربية إلى اتخاذ إجراءات استثنائية مثل دعم أسعار الأغذية وتقنيين تصدير السلع وإلغاء الضرائب على الواردات وزيادة أجور العاملين .( )
وفى ضوء كل ما سبق يمكن القول إن الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية والمالية لزيادة الإنتاجية في الزراعة يمثل المدخل الأساسي لتطوير القطاع الزراعي.