يعد الفساد الإداري والمالي من أهم الموضوعات، لما له من جذور تاريخية انتشرت في مجتمعاتنا سواء النامية ومنها والمتقدمة على السواء. ويقف وراء الفساد الإداري والمالي العديد من الاسباب التي قد تكون سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية، وقد تكون داخلية وقد تكون خارجية، مما يؤثر بشكل عام على البنية الاقتصادية والاجتماعية للدول النامية والمتقدمة.
والفساد ظاهرة قديمة من الازل، عرفته البشرية وانتشر بكثرة في الحضارات القديمة، بيد ان الفساد لم يظهر هكذا طفرة واحدة، وانما تطورت أشكاله وصوره على مر العصور، كما تعددت التعريفات لمفهوم الفساد لتعدد جوانبه واتجاهاته المختلفة، وذلك تبعا لاختلاف الثقافات والقيم، كما يختلف باختلاف الزاوية التي ينظر اليها من خلالهما بين رؤية سياسية واقتصادية واجتماعية أو ادارية، وهذا ما يبرر الاختلاف في تحديد مفهوم الفساد. بما زاد من متاعب المواطنين، وما انعكس سلبا على القيم الاخلاقية والعدالة والمساواة.
وأرتكز البحث على إبراز الجانب السلبي من ظهور الفساد في الحضارات القديمة التي سادت بمصر سواء في العصر الروماني ، وما كان من انحرافات الموظفين، ومكافحتها وفقا لسياسة الإدارة الرومانية بعقوبة العزل من الوظيفة. وكذلك ما ساد بالعصر المملوكي من صور الفساد، ومكافحتها بتجريم الرشوة والتي سميت ( بالبذل ، أو البراطيل)، وكانت العقوبة المقررة لها هي العزل من