لم يكتف الإنسان بتلويث البيئة على سطح الأرض، ولكن امتدت آثار أفعاله إلى بيئة الفضاء الخارجي وتسبب في تلويث بيئته، فترك العديد من المخلفات هناك ولم يكترث إلى الأبعاد المستقبلية والأضرار التي يمكن أن يسببها للبيئة الطبيعية التي منحت للبشرية جمعاء للانتفاع بمواردها وتسخيرها من أجل تطور وازدهار الجنس البشرى عموما.

وقد لا يكون لدينا الوعي الكافي بأن تفاعلاتنا وتحركاتنا اليوميَّة في القرن الحادي والعشرين تعتمد اعتمادًا هائلًا على موارد الفضاء الخارجي ؛ فتكنولوجيا الأقمار الصناعيَّة تشكل جزءًا لا يتجزأ من استخدامنا- على سبيل المثال- للإنترنت، والبريد الإلكتروني، والاتصالات، وتنبؤات الطقس، وإدارة الكوارث، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للتنقل، وتنظيم حركة المرور، والطيران المدني، والتوقيت الدقيق للمعاملات الماليَّة، واستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعيَّة لرسم الخرائط الجغرافيَّة والطبوغرافيَّة وغير ذلك من الاستخدامات الحيويَّة في حياتنا اليوميَّة. إن غياب التصور لتكنولوجيا الفضاء المطلوبة لهذه الأنشطة يعني أن معظمنا غير واعٍ بأهميَّة الفضاء في المجالات التجاريَّة والعسكريَّة والسياسيَّة في العصر الحالي. غير أن الحقيقة تستدعي القول بأنه مع تزايد اعتمادنا على الفضاء وتكنولوجياته يوجب ضعفًا وخطرًا متزايدًا، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأنشطة العسكريَّة.

ولعل أبرز مظاهر هذا التلوث هو الحطام الفضائي، والذي يتمثل في مخلفات مخترعات الإنسان السابحة في الفضاء،