يشهد واقع المعاملات بين الناس بأن النقل الجوى يمثل أهمية بالغة لا تحتاج إلى براهين من أجل تأكيدها، نظرًا للسرعة الهائلة التى تنفذ خلالها عملية النقل بما يحقق اختصارًا – مطلوبًا - فى الوقت والمسافات، ولكون النقل الجوى يرتبط بشكل أساسى بحركة التجارة بين الدول. وتعد الطائرة هى محور النقل الجوى وعموده الفقرى. ولهذا فلا حديث عن ملاحة جوية بدون وجودها.
ومنذ فترة درج الباحثون على دراسة أحكام الطائرة من جهة، وقائد الطائرة من جهة أخرى، باعتبارهما مسألتين ضرورتين لا يمكن الفصل بينهما، ومع التقدم والتطور فى مجال استخدام التكنولوجية الجديدة بدأ الحديث عن استقلالية الطائرة عن قائدها، وهو ما يظهر فيما اصطلح على تسميته بالطائرات ذاتية القيادة أو الطائرات ذاتية القيادة أو الطائرات بدون طيار.
ويُعد البحث والدراسة فى موضوع الطائرات ذاتية القيادة أو الطائرات بدون طيار من المسائل التى شغلت الرأى العام العلمى العالمى بما فى ذلك الكتاب والباحثين فى حقل العلوم القانونية، نظرًا لما تعرضه من مفاهيم جديدة فى السياق القانونى المنظم للكيانات المتعارف عليها بكونها طائرات.
ودراسة الطائرات ذاتية القيادة يمثل جزء من الثورة التكنولوجية العامة السائدة بخصوص تشغيل الأدوات والأجهزة المختلفة عن بُعد، والتى من بينها السيارات ذاتية القيادة( )، والسفن ذاتية القيادة( )، وغيرهما من الأدوات الأخرى التى تعتمد فى تشغيلها على أنظمة الذكاء الاصطناعى