مقدمة :
تكمن أهمية هذه الدراسة في توظيف الطرق الودية لحل المنازعات بشكل توافقي مبنيّ على شرط التعويض والرضا وجبر الضرر، والسعي إلى إنهاء المنازعات بأقل جهد وأقل تكلفة؛ وبالتالي الأخذ بهذه الآلية باعتبارها نمطًا للعدالة الرضائية، وهى الأنسب للطفل الجانح بحكم أنها أكثر مراعاة لتحقيق مصالحه والعمل على إعادة إدماجه في المجتمع، كما تتجلى أهمية الدراسة من خلال ازدواجيتها بين النظام القانوني والنظام الاجتماعي، فهي تسعى إلى إقرار حماية ووقاية للطفل الجانح ومحاولة إصلاحه بما يسمح بالتكيف مع المجتمع وصيانة حقوق المجني عليه.
وبناءً على ما تقدم، تناولتُ هذه الدراسة في فصلين، الفصل الأول وتم تخصيصه للإطار العام للوساطة الجزائية كآلـــية لحمايـــة الطفـــل، حيث تم التطرق إلى مـــاهية الوساطة الجزائية وصورها وأطرافهـــا، وأيضًا خصائص الوســـاطة الجزائيــــة وطبيعتهــــا القانونيــــة، أما الفصل الثـــاني فخُصص لموضوع الأخذ بنظام الوساطــــة في قضايا الأحداث في التشريع المصري والفلسطيني، حيث ناقش الباحث في المبحـث الأول مبررات الأخذ بنظام الوساطة، والمبحـث الثاني أحكام وإجراءات نظام الوساطة.