نشر البحث موضوع التحقيق في صورة مقالات متتالية على صفحات مجلة الجريدة القضائية، سنة 1930، وهي جريدة أسبوعية، كانت تصدر في مصر تهتم بنشر ما يفيد القانونيين بصفة عامة، وعلى الأخص القضاة والمحامين.
وقد فضل كاتب بحث: "النظم القضائية بالأراضي الحجازية" أن يواري اسمه فلا يستدل عليه، إلا بصفة ذكرها أسفل توقيعه الغامض، فزاد الأمر غموضا، وجعل من المستحيل إمكان التوصل لحقيقة اسمه وتحديد شخصيته.
وتتجلي أهمية هذه الدراسة فيما تقدمه من وصف دقيق للنظم وأحوال المجتمع الحجازي في سنة 1930م، وتعد تأريخا بصورة أو بأخرى للجهود العظيمة التي بذلها جلالة الملك عبدالعزيز بن سعود في تأسيس المملكة العربية السعودية، وجهوده في شتى مجالات التنظيم والإدارة في المملكة العربية السعودية، خاصة في المرحلة السابقة على اعلان المملكة باسمها المعروف حاليا "المملكة العربية السعودية. كما تصف لنا الدراسة كيفية عمل النظم القضائية والأمنية والقضائية في الأراضي الحجازية والمملكة بأسرها في تلك الفترة المهمة من تاريخ تأسيس المملكة العربية السعودية. وتلقي الضوء على آثار توتر العلاقات الرسمية بين الحكومة المصرية والحكومة الحجازية، وموقف الشعبين من هذه المسألة. كما عرضت الدراسة لمعلومات قيمة لا نجد أي إشارة لها في الدراسات المعاصرة عن نظام الشرطة في الحجاز في تلك المرحلة، وأنواعها (إداراتها المختلفة) ودورها في إقرار الأمن ومساعدة القضاء سواء في مرحلة التحقيق أو في مرحلة تنفيذ الأحكام القضائية.