لا شك في أن تعدد المفاهيم والتفسيرات التي تعرض لها مصطلح العلمانية قد نتج عنه تعدد في مستويات الرؤى والعلاقات الواقعية في المجتمعات ، ومن ثم نتجت عنه ما يمكن أن يوصف بأنه أنواع للعلمانية ، فظهر ما أطلقوا عليها العلمانية الجزئية ، والعلمانية الشاملة ، والعلمانية القانونية ، وغيرها مما نجده عند الحديث عن أنواع العلمانية ، وترتبت هذه الرؤى على تعدد العوامل الكثيرة التي أثرت في شكل العلمانية بوصفها نظاما للدولة ، فإذا نظرنا إلى كيفية ظهور العلمانية في بلد ما يمكن أن نقسمها إلى العلمانية المتأصلة وهي العلمانية الأوربية بالنظر إلى المكان التي نشأت فيه ، والعلمانية الدخيلة مثل العلمانية التركية والعلمانية المصرية ؛ لأن الدول الأوربية صدرتها إلى الدول التي تدين بالإسلام ومن أبرزها مصر وتركيا ، وقد وجدت العلمانية من بعض مفكري الدولتين استحسانا تحول إلى تأييد واعتناق مع بعض التحولات والمواءمات التي ساعدت على الترويج لهذا الفكر الجديد المستورد.
وبالنظر إلى الطريقة التي تم بها تطبيق العلمانية في الدول الغربية بوصفها نظاما للدولة يمكن تقسيمها إلى علمانية متشددة مثل فرنسا بمحاولاتها في الاستقلال عن الكنيسة ا