إزء الأهمية الكبرى للأطفال فى رسم مستقبل كل دولة وتحقيق الاستمرارية للعنصر البشرى؛ فهم البراعم التى تبدع فى أرض المستقبل المنشود فى حياة الأمم والشعوب، وهم شباب المستقبل، وصانعوه وهم ثروات الأمم والأمل الذى تتطلع إليه فى تحقيق أهداف المستقبل؛ فقد حرصت الدول على الاهتمام بفئة الأطفال؛ فأصدرو المواثيق والإعلانات المتعلقة بحماية حقوق الطفل؛ منها ما هو ذو طابع دولى، ومنها ما هو ذ طابع إقليمى؛ لتستجيب وتنسجم مع المتغيرات الدولية؛ فعقدت المؤتمرات وأصدرت التوصيات المتعلقة بحماية الأطفال.      إلا أن الحرب كحدث لازم البشرية منذ فجر التاريخ فى جميع العصور؛ فقد قاست ويلاتها البشرية على مرالأعوام والقرون؛ وكانت هذه الحروب الطاحنة - ولاتزال- تجتاح البلدان وتُنكب الشعوب وتدمرمعالم الحضارة والثروات الوطنية وتزاد قسوتها جيلاً بعد جيل بالنظرإلى التطور الهائل فى أسلحة ومعدات الدمار. فاقتحمت الحرب أبواب مدن ساكنة إلى حالها إلى حد كبير فقتلت سكاناً، وهدمت بيوتاً، وشردت أسراً، واغتالت أحلاماً، وهوت مدن إلى دوامة عنف مسلح دامٍ، فتبدلت أحوالها: فالميادين تحولت إلى ثكنات عسكرية، وباتت ساحات المدن ساحات القتال الرئيسية لهجمات الأطراف؛ وهو ما أفضى إلى عواقب إنسانية وخيمة لا نعرف لها مثيل فى التاريخ المعاصر؛ إذ إن الأطراف المتصارعة آثرت التداخل مع السكان المدنيين، وابتعدت عن مواجهة الأعداء فى الخلاء. وفى الوقت ذاته تستخدم الأطراف المتحاربة داخل المدن أنظمة سلاح صُمِّمت فى الأصل لحروب الساحات المفتوحة.