الإفلاس مصدر أفلس، والإفلاس لغة مأخوذة من الفلوس وقولهم أفلس الرجل أي صار صاحب فلوس بعد أن کان ذا ذهب وفضة والمفلس هو المعدوم( ). ومنه حديث النبي صلي الله عليه وسلم " أتدرون من المفلس من أمتي ؟ قالوا المفلس الذي لا درهم له. قال المفلس الذي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقة، ويجئ وقد ظلم هذا وأکل مال هذا ، وضرب هذا وشتم هذا، فيقعد فيقتص لهذا من حسناته، ولهذا من حسناته. فإن فنيت حسناته ولم تف بما قبله من الذنوب والخطايا أخذ من خطايا القوم فطرحت عليه ثم طرح في النار "( ).
والمفلس في الفقه الإسلامي هو الذي تراکمت عليه الديون ، وماله لا يکفي لقضائها " فإذا جاء غرماؤه إلى الحاکم، وسألوه الحجر عليه لئلا ينفق بقية ماله فإنه يجب على الحاکم أن يحجر عليه إذا ثبت عنده دينهم، وأنه حال غير مؤجل، وأن صاحبهم مفلس لا يفي ماله بقضاء دينهم ، فإذا ثبت جميع ذلک عند الحاکم فلسه وحجر عليه "( ).
وفي الاصطلاح القانوني يراد بالإفلاس، نظام التنفيذ الجماعي على أموال المدين التاجر، الذي توقف عند دفع ديونه التجارية المستحقةٍ، بقصد تصفيةٍ أمواله تصفية جماعية لصالح الدائنين، وتحقيق المساواة بينهما، حيث تتم التصفية وتوزيع ثمنها بين الدائنين وفقا لقواعد قسمة الغرباء طالما تساوت مراکزهم القانونية( ). ويترتب على الإفلاس غل يد المدين عن إدارة أمواله والتصرف فيها بما في ذلک الأموال التي قد يتملکها مستقبلا، وذلک حرصا على مراکز دائنيه وعدم الإضرار بهم .