عندما نتحدث عن العلاقة والصلة التى تربط الدين بالقانون فى المجتمعات الشرقية القديمة وتحديداً فى مصر القديمة محل دراستنا فإننا نقصد بذلک البحث عن الأصول والجذور التاريخية لهذه العلاقة والتى کان يغلب عليها الصبغة الدينية الخالصة والبحتة التى ظهرت وتوطدت مع نشأة الکون وميلاد المجتمعات البشرية القديمة حيث کانت غايتهم ورسالتهم وأهدافهم واحدة ألا وهى تحقيق العدل والمساواة بين الجميع دون تمييز، فالقانون هدفه المنشود والأسمى دائما هو وحفظ نظام واستقرار المجتمعات من خلال وضع قواعد منظمة تحکم العلاقات بين الأفراد بعضهم البعض وتقنن وتحجم سلوکياتهم مصحوبة بجزءا حال وفورى نتيجة مخالفتهم وعدم إحترامهم لهذه القواعد. أما الدين فيهدف أيضاُ إلى اتباع طريق الحق والصواب وتجنب الباطل مع إختلاط قواعده بقواعد الأخلاق والقانون من خلال التمسک بالقيم والمثل العليا والفضائل الحميدة ولکن هذه العلاقة تغيرت بعد ذلک نتيجة لسمة التطور والتحديث التى تمر بها المجتمعات وما يطرأ عليها من تأثير وتحولات سواء من حيث ظروفها السياسية والإقتصادية والإجتماعية وهو الأمر الذى ترتب عليه إنفصال واستقلال الدين عن القانون وأصبح لکل منهما مجاله الخاص به مما ادى إلى إختلافهم مع بعضهم البعض من حيث المصدر والجزاء