ثار الجدل خلال الفترة الأخيرة حول مدي تحقيق منظمة الأمم المتحدة لأهدافها التي انشئت من أجلها، وذلك منذ إنشائها قبيل منتصف القرن العشرين، لاسيما الحفاظ علي السلام والاستقرار العالمي، في ظل التركيبة الدولية المعقدة آنذاك، ومع دخول العالم في نفق مظلم ممتلئ بالصراعات والنزاعات المسلحة التي خلقت نوعاً جديداً من التحديات عمدت منظمة الأمم المتحدة إلي تقوية مجلس الأمن الدولي لمواجهة تلك التحديات. إلا إنه بالرجوع إلي ميثاق الأمم المتحدة نجد أنه خلا من ذكر لفظ عمليات حفظ السلام أو قوات حفظ السلام باعتبارها أحد الوسائل التي يمكن اللجوء إليها لحفظ السلام والاستقرار العالمي، وكذلك لم يكن مصطلح قوات حفظ السلام موجوداً أو معروفاً وقت إنشاء منظمة الأمم المتحدة.
لقد ورد في ميثاق الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي يختص بمهمة الحفاظ علي نطام الأمن الجماعي، من خلال إتخاذ التدابير اللازمة في حالات تهديد السلم أو الإخلال به أو عند وقوع العدوان، وذلك طبقاً لأحكام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، وتتمثل تلك التدابير في نوعين: التدابير غير العسكرية، والتدابير العسكرية( ).
بالاستناد إلى نص المادة (43) من ميثاق الأمم المتحدة، والخاصة بإتخاذ التدابير العسكرية، لم ينجح مجلس الأمن الدولي فى انشاء قوات مسلحة تتبعه، الأمر الذي تطلب إبرام مجلس الأمن الدولي لاتفاقيات خاصة بإنشاء مثل هذه القوات مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وبالتالي أصبح إنشاء قوات لحفظ السلام من قبل منظمة الأمم المتحدة هو بمثابة طريق بديل عن النظام الأصلي المنصوص عليه في ميثاق المنظمة ألا وهو "نظام الأمن الجماعي"( )، محاولة منها في السيطرة علي الصراعات والنزاعات الدولية التي تهدد استقرار المجتمع الدولي وأمنه وتعرضهما للخطر.