إن الشريعة الإسلامية من مقاصدها الرئيسية إقامة مجتمع سليم سوي تحث فيه علي الأخلاق الحميدة وتطهره من کل خبث يشوبه لکي تضبط وتدرب النفس البشرية علي مقاومة الهوي الفطري لدي الإنسان , وحتي لا تهاج فيه الشهوات في کل لحظة, وهذا کإجراء وقائي وکأسلوب عقابي ردعي تضع فيه العقوبات الدنيوية والآخروية.
يقول الله تعالي في کتابة العزيز في الحث علي فضائل الأخلاق ومجاهدة النفس " وأما من خاف ربه ونهي النفس عن الهوي , فإن الجنة هي المأوي" .
فالأخلاق أساس کل بنيان اجتماعي بدونها ينتفي کيانه ويتلاشي , فلا يمکن بحال من الأحوال الحصول علي مجتمع سليم الإ إذا کانت أخلاقه سوية.
فإذا فسدت الأخلاق وانعدم الوازع الديني يؤدي ذلک إلي الکثير من المخاطر والجرائم وخاصة جرائم الإضرار بالمرأة والطفل والتي انتشرت بشکل واسع ومقلق.
فالإضرار بالمرأة والطفل ظاهرة سادت کل المجتمعات علي اختلاف أشکالها وأديانها وثقافتها وهي ظاهرة قديمة قدم المجتمعات الإنسانية الإ أنها في الآونة الأخيرة ازدادت بشکل يدعو إلي القلق. ولذا شغل بال المهتمين بالأسرة ومنظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني الحديث التي تشير تقاريرها إلي تفشي هذه الظاهرة بشکل يفوق التوقعات ويهدد کيان الأسرة والمجتمع.