لقد أحدث التقدم الصناعي والتكنولوجي الهائل الذي شهده العالم خلال العقود المنصرمة أثرًا كبيرًا على البيئة بسبب مشكلة التلوث؛ حيث أدى هذا التلوث إلى حدوث تداعيات جسيمة وخطرة على توازن النظام البيئي ومكوناته. ‬‬
وتجدر الإشارة إلى أن البيئة لم تعد قادرة على تحمُّل آثار التلوث بعد زيادة الغازات والمواد الكيماوية الناتجة عن مداخن المصانع والمخلفات الصلبة والسائلة الملقاة في الأنهار والترع والمصارف، بالإضافة إلى النفايات المختلفة والمخصبات الزراعية في مياه الأنهار والبحار، ناهيك عن الاستخدام الواسع الانتشار للمبيدات الحشرية، وتأثير الغازات الدفيئة على الغلاف الجوي.‬‬‬‬‬‬‬‬ وبذلك بات التلوث يحيط بنا من كل جانب؛ في الهواء الذي نتنفسه، وفي المياه التي نشربها، وفي الطعام الذي نأكله، فلا بد بعد هذا كله أن نتصور حجم الكارثة التي تقع على صحة الإنسان والبيئة. ‬‬‬‬
وبالتطبيق على البيئة الأثرية، وأعني بها المواضع التي توجد بها الآثار والمعالم التاريخية، نجد أن هذه الملوثات لا تُحدث ضررًا بالغًا في البيئة ذاتها بمعناها المتبادر إلى الأذهان فحسْب، وإنما يمتد تأثيرها السلبي وضررها البالغ إلى تلك الآثار والمعالم التاريخية.