إن إدراك أفراد المجتمع لما تمثله المشاكل البيئية والتلوث البيئي على الحياة البشرية والتنمية جعل من عملية الحفاظ على البيئة بعدًا إستراتيجيًا  للإدارة الرشيدة للموارد الطبيعية؛ لأنها شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة؛ وهذا ما أدى لبروز حاجة ملحة لنشر ثقافة الاستدامة بين أفراد المجتمع. والجامعات كمؤسسة خدمية تُعد من أهم روافد التنمية المستدامة وتؤدي دورًا أساسيًا في تشكيل الشخصية المتكاملة للإنسان التي تمكنه من إدارة التفاعل بينه وبين البيئة بصورة إيجابية وتعزيز الوعي البيئي لديه؛ وهذا يتحقق من خلال تغيير وتطوير سياسات التعليم والبرامج التعليمية المختلفة التي تعزز الاستدامة البيئية لدى الطلبة، وفي ضوء هذه المعطيات جاءت هذه الدراسة لتقديم تصور تربوي مقترح لتفعيل دور الجامعات في تعزيز الاستدامة البيئية في ضوء التغيرات المناخية.         وللإجابة عن أسئلة الدراسة؛  استخدمت الباحثة المنهج التحليلي التطويري، إذ استخدمت المنهج التحليلي من خلال الوصف الشامل للظاهرة وتحليل المعلومات ذات الصلة بموضوع الدراسة، واستخدمت المنهج التطويري من خلال تقديم تصور تربوي مقترح لتفعيل دور الجامعات في تعزيز ثقافة الاستدامة البيئية لدى طلبتها في ضوء التغيرات المناخية.      وقد أسفرت الدراسة عن عدد من النتائج ومنها: وجود مجموعة من المعوقات التي تحول دون نشر ثقافة الاستدامة البيئية أهمها غياب سياسة واضحة للجامعات تجاه الاستدامة البيئية، ضعف الوعي لدى الطلبة بقضايا البيئة، غياب الدورات التدريبية للقيادات الجامعية وأعضاء الهيئات التدريسية بأهمية التحول نحو الاستدامة البيئية، وفي ضوء هذه النتائج قدمت الباحثة تصور تربوي مقترح لتفعيل دور الجامعات في تعزيز الاستدامة البيئية في ضوء التغيرات المناخية.