جرت العادة في دراسة العلماء لجوانب الاتصال بين القلب والعقل على التركيز على النظرة الأحادية الجانب بشكل أساسي حيث تتمحور معظم الدراسات حول دراسة استجابة القلب لأوامر العقل، بينما كشفت دراسات أخرى خلال الخمس والعشرين عاماً الماضية بأن هناك تأثيرات متبادلة ومستمرة بين كلاً من القلب والعقل.  أظهرت نتائج أبحاث سابقة أن القلب يرسل إشارات للعقل أكثر مما يرسل الأخير له، وأن عملية التواصل تتم بطرق مختلفة منها التواصل العصبي والتواصل البيوكيميائي والتواصل الفيزيائي الحيوي، وكذلك التواصل الكهرومغناطيسي النشط. ونستعرض في الورقة البحثية الحالية عملية التواصل من خلال المجال الكهرومغناطيسي والذي يتخلل كل خلايا الجسم، ويعمل كعلامة على التزامن والانسجام الفسيولوجي بين القلب والعقل والجسد. وتم عرض بعض الدراسات التي تحدثت عن تأثير الإشارات الكهرومغناطيسية الصادرة من قلب وعقل الفرد على الأشخاص الآخرين المحيطين به، ونربط ذلك بقدرة بعض المعالجين على بناء علاقات علاجية قوية ومؤثرة في عملائهم، ثم نستشهد برأي نظرية من نظريات علم النفس العلاجي والاسري والتي ركزت على أنماط الاتصال الفعال وعلى ذات المعالج، ودور ذلك في نجاح العملية العلاجية.