فإنَ الشعر العربي هو تراثنا وجزء من هويتنا العربية, وهو بمثابة شريط سمعي وبصري يحكي ويروي البطولة والشجاعة والآلام والآمال التي كان يعيشها العربي بما تحمله الكلمة من معان وايحاءات. إذن العلاقة وثيقة بين الشعر وقومه منذ أمد بعيد, ولقد كانت العرب قديماً تقيم الاحتفالات والمهرجانات عندما ينبغ في القبيلة شاعر وتأتي القبائل لتهنيء قبيلة النابغة الجديد في الشعر حيث كانوا لا يهنئون إلا في ثلاثة ظروف: عندما تنتج فرس, وعند ميلاد الابن القوي الشجاع الذي يدافع عن القبيلة, وعند ظهور الشاعر, ولنسمع قول ابن رشيق يقول في كتابه (العمدة) (كانت القبيلة من العرب إذا نبغ فيها شاعر أتت القبائل فهنأتها, وصُنعت الأطعمة, واجتمع النساء بالمزاهر( ) كما كانوا يصنعون في الأعراس؛ ويتباشر الرجال والولدان؛ (أي الشاعر) حماية لأعراضهم وذبَ عن أحسابهم وإشادة بذكرهم, وكانوا لا يهنَئون إلا بغلام يولد أو شاعر ينبغ فيهم أو فرس تنتج ).( ), قال الجاحظ: (ولقد كان الشاعر أرفع قدرًا ... وهُم إليه أحوج لردًه مآثرهم عليهم وتذكيرهم بأيًامهم).(3)
تمر العصور والدهور ويأتي العصر المعاصر ويظل الشعر قائمًا, وتظل تلك العلاقة قائمة بين الشاعر وقومه محافظًا علي تلك الآصرة القوية بين فنه وبين متلقيه, لأنه شاهد علي العصر وموثق للأحداث ومسجل للتاريخ ومعبر عن آمال وآلام القوم . وعلي الرغم من التقدم الذي نعيش فيه من خلال الأحداث المتعاقبة, إلا أن الساحة الأدبية تزخر بالعديد من الشعراء المبدعين في الوطن العربي عمومًا, وفي مصر الحيبيبة والصعيد خصوصًا, فهي أرض خصبة منجبة للشعراء والمفكرين في جميع المجالات الأدبية, ويأتي الشعراء وعلي رأسهم شاعرنا الكبير "عبد المجيد فرغلي"