يتميز السرطان بأنه مرض خبيث يصيب الخلايا، والتي تنمو بشكل غير طبيعي وتنتشر في مناطق أخرى من الجسم. وتشير الكتابات الأدبية القديمة إلى أن الأورام الخبيثة رافقت البشرية منذ القدم، وهناك بعض الحالات المرضية التي تم تشخيصها على أنها سرطانات. ولعل من أشهر الأعمال الأدبية التي ذكر فيها مصطلح السرطان هي المصادر الكلاسيكية، حيث ذكر مصطلح السرطان- لأول مرة - في كتابات المجموعة الأبقراطية.
يُعد هيبوكراتيس هو أول من أطلق على الأورام التي تنتشر اسم سرطان، وهو الاسم الذي مازال مستخدمًا حتى يومنا هذا. وهناك مصطلحان تم استخدامهما من أجل الإشارة إلى السرطان في كتابات المجموعة الأبقراطية أولهما "kαρκίνος" والذي جاء بمعنى "سرطان"، والأخر "kαρκίνωμα" الذي يعني "تكوين كتل سرطانية". وستحاول هذه الورقة البحثية دراسة النصوص المتاحة من كتابات المجموعة الأبقراطية التي ورد فيها المصطلحان، وذلك من أجل الوقوف على مفهوم الورم الذي أطلق عليه هيبوكراتيس وتلاميذه كلمة سرطان، لمعرفة عما إذا توصل الطبيب اليوناني –بالفعل- إلى تشخيص السرطان تشخيصًا دقيقًا يتوافق مع مفهومه في الطب الحديث؟ أم اختلف مفهوم السرطان قديمًا عن المفهوم المعاصر؟