لما كانت الوظيفة الأساسية للغة هي إقامة التواصل، فقد أصبحت نظرية التواصل من أهم النظريات اللسانية الحديثة. وقامت هذه النظرية على اعتبار أن اللغة شبكة من المفاهيم قائمة على وظائف، لذلك اهتمت بالخطاب لأنه جوهر العملية التواصلية. وقد أصبحت هذه الدراسة مجال اهتمام كثير من اللغويين ومنهم على سبيل المثال "دي سوسير" و "بوهلر" اللذين عرضت في هذا البحث لعناصر العملية التواصلية عندهما. وقد أفاد "رومان جاكبسون" من دراستهما في دراساته المتعلقة بالتواصل. ولقد لخص "جاكبسون" نظريته في عنصرين أساسيين هما: عناصر التواصل اللغوي، ووظائف اللغة. وقد اشتمل البحث على تعريف التواصل في المعاجم اللغوية والتي تدور كلها حول معنى واحد وهو أن التواصل عبارة عن عملية متبادلة بين طرفين أو أكثر، ففيها مشاركة واتصال وعدم انقطاع. ثم عرفت التواصل في الإصطلاح الذي يمكن تلخيصه بأنه عبارة عن نقل للمشاعر والأفكار والآراء المختلفة من شخص لآخر بواسطة رسالة وعن طريق قناة ومن خلال رموز يعرفها الطرفان والتي لا يمكن فهمها إلا بالرجوع إلى السياق. ثم عرضت للعناصر الستة للعملية التواصلية وهي: المرسِل، والمرسَل إليه، والقناة، والرسالة، والسنن، والمرجع. ويلي هذا العرض نموذج تطبيقي لهذه الأركان. كما اشتمل البحث على عرض لوظائف اللغة مدعوم بجانب تطبيقي من رواية (Balık izlerinin sesi) للكاتبة التركية (Buket Uzuner). وقد اتبعت في هذا البحث المنهج الوصفي التحليلي، وذلك بعرض بعض النماذج التي يشاهد فيها الاستخدام الدقيق والمتقن للتعبير بالوظائف اللغوية للتواصل على ضوء نظرية التواصل اللغوي لجاكبسون.