يعتمد التناص - في إدراك المتلقي له - على درجة وضوحه وتجليه، وهذا الوضوح يرجع إلى المتلقي من ناحية، وإلى النص من ناحية أخرى، فوعْي المتلقي ومخزونه الثقافي يجعله يدرك من التناص ما لا يدركه غيره، ووضوح التناص اقتباسا يزيد من قوة إدراك المتلقي للمعنى المراد، دون إعمال كثير فكر وجهد؛ لما يحمله من وحدة اللفظ والمعنى، التي هي الأقرب في استدعائها إلى ذهن المتلقي.
والاقتباس يكون من القرآن كما يكون من الأدب، فمن القرآن يكون بأن "يزين المتكلم كلامه بعبارة من القرآن يظهر أنها منه، وإنما يحسن ويكون مقبولا إذا وطن لها في الكلام بحيث تكون مندرجة فيه داخلة في سياقه دخولا تاما...وإنما يكون اقتباسا إذا لم يكن إيراد ما يورد على سبيل الحكاية..."( ).
ومن ثَمَّ، فإن أهمية الموضوع ترجع إلى حسن توظيف ابن الحاج النميري للاقتباسَ في ديوانه، وتنويعه في صوره، إضافة إلى ما يحتويه هذا النوع من الاقتباس في شعره من جماليات الصور الفنية عامة وحسن استعماله التورية خاصة.