تلقي هذه الدراسة الضوء على زيارة والي مصر محمد علي باشا إستانبول عام 1262هـ/ 1846م، وتهدف إلى تحليل العلاقة بين السلطان والوالي؛ الذي تولي أطول فترة في ولايات الدولة العثمانية، وشَغَل الدولة سنوات طويلة للقضاء على عصيانه، وذلك من خلال المصادر والوثائق العثمانية والجرائد التي تحدثت عن هذه الزيارة، وهي مصادر معاصرة لها. وينتمي الموضوع إلى مجال البحث في التاريخ السياسي والدبلوماسي، ويبحث في قضيتين رئيستين، الأولى: ملابسات الزيارة في ضوء قضية من سعى إلى طلب الزيارة هل السلطان أو الوالي؟ وتشمل هذه القضية: المراسلات التي حدثت بين إستانبول والقاهرة، والظروف التاريخية المحيطة بها، وما التحولات التي أدت إلى هذه الدعوة؟ والقضية الأخرى: الزيارة الرسمية لوالي مصر، وتشمل: الاستعدادات الرسمية من جانب الدولة، ومراسم الاستقبال، وفعاليات محمد علي باشا في إستانبول، ثم النتائج التي أعقبت هذه الزيارة.
وتتبع الدراسة المنهج التاريخي بشقيه الوصفي والتحليلي، مع الاستعانة بالمنهج الاستقرائي. وخلصت الدراسة إلى نتائج منها: خضوع والي مصر لطاعة السلطان العثماني بعد معاهدة لندن 1840م، ووقوف الدول الأوربية مع الدولة العثمانية ضد والي مصر محمد علي باشا، وتحويل ولاية مصر من إيالة تابعة للدولة إلى ولاية ممتازة (مختارية) تُحكم بالوراثة.