تعد الفهرسة عصب العمل في المكتبات وغيرها من مرافق المعلومات، إذ لا يمكن الوصول إلى مصادر المعلومات دون الاعتماد على أدوات أو وسائل استرجاع فعالة تضمن وصولًا سريعًا لهذه المصادر. (عبد المقصود، 2013)
وقد تطورت الفهرسة تطورا ًكبيرًا بدءًا بوصف قصير غير منهجي لمصادر المعلومات ثم انتقلت إلى بيانات مفصلة عن مصادر المعلومات وفقًا لنظم وقواعد مقننة ناتجها فهارس بمختلف أشكالها.
هذا وقد اهتم المفهرسين بتطوير قواعد الفهرسة ومعاييرها؛ لتواكب التطور التكنولوجي، ولم يقتصر هذا التطور علي معيار واحد أو إصدار واحد بل تخطى إلي مرحلة التحديث المستمر في وضع القواعد وبناء المعايير حتي أصبحت مهمة ملاحقة التطورات الواردة علي تلك القواعد والمعايير؛ مهمة شاقة وصعبة.
ويستهدف البحث التعرف علي الإرهاصات الأولية لتقانين الفهرسة، فضلًا عن نشأة وتطور تقانين الفهرسة ما قبل ظهور الحاسب الآلي والوقوف على كل تقنين وأسباب نشأته، وما تميز به، والملاحظات التي أخذت عليه فيما بعد لتتسبب في ظهور التقنين الذي بعده ليعالج ما ظهرت عليه من مشكلات