يعتمد نجاح المكتبة الجامعية على قدرة موظفيها على خدمة مجتمع المستفيدين منها ومع إنتشار إدارة المعرفة والتي تعد مشاركة المعرفة أهم محاورها ،فأصبح من الواجب على المكتبات القيام بجعل ممارسة إدارة المعرفة جزء من سلوكها الروتيني في إنجاز أعمالها وتطوير خدماتها سعياً منها لإرضاء المستفيدين لدعم احتياجاتهم المعرفية وتخصصاتهم العلمية لتعزيز دورها في دعم مشاركة المعرفة ، ونتيجة لظهور التطورات التكنولوجية وخاصة التطورات على شبكة الانترنت أدى كل ذلك إلى تغيير طبيعة خدمات المكتبات والمعلومات . فلابد للمكتبات الأكاديمية أن تعيد التفكير في تغيير الطرق التي تقدم بها المعلومات والخدمات لعملائها من خلال تقديم خدمات سريعة الإستجابة تتسم بالمرونة لأنها تخدم مؤسسات التعليم العالي والتي بدورها تشكل جزءاً من المجتمع فلابد من تقديم الخدمات التي من شأنها أن تمكنهم من إجراء البحوث المرتبطة بالتخصصات العلمية المختلفة وتساعدهم علي انجاز مهام العملية التعليمية على أكمل وجه .
إضافة إلى أن نجاح المكتبات الأكاديمية يعتمد أيضا على قدرة أخصائين المكتبات على إستخدام المعلومات ومعرفة متطلبات واحتياجات المجتمع الأكاديمي وتقديم الخدمات بشكل أفضل وهذا يتطلب من المكتبين الأكاديميين إعادة تقييم وظائفهم وتوسيع أدوارهم ومسئولياتهم للمساهمة بفاعلية لتلبية احتياجات مجموعة كبيرة ومتنوعة من مجتمع الجامعة ومن الممكن أن يصبح المكتبيون الأكاديميون جزء من عملية إنشاء المعرفة من خلال المشاركة في أنشطة التدريس والبحث عن طريق توفيرهم لمصادر المعلومات التي تلبي الاحتياجات المعرفية البحثية و التدريسية ، إضافة إلى تقديم الخدمات المكتبية التي تسهم بشكل فعال في عمليات مشاركة المعرفة لدى أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم