تستجيب البيئة الصحفية بشكل كبير للتحولات الاجتماعية التي تحدث في المجتمعات والتحولات التكنولوجيا بشكل لافت وسريع ، فتتكيف الإمكانات البشرية والمادية والتقنية مع هذه التحولات ، وتهضمها لتخرجها بصورة مؤثرة وواضحة علي المُنتج الصحفي والإعلامي ، ولعل ظهور الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية والصفحات الإخبارية علي مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية جميعها انعكاساً للتطور اللافت والسريع في تكنولوجيا الاتصال والاعلام في العالم ؛ هذا فيما يتعلق بالوسيلة ، كما تهتم بصناعة خطاب عبر تلك الإمكانات محاولة إقناع متلقيها بوجهة نظر صُناع الخطاب وبرغبة ملحة للاستحواذ علي أذهانهم ، كما انها تسعي لتمثيل آراء الناس وقضاياهم الاجتماعية في انتاج النصوص وتفسيرها .
وبالنظر للواقع فإنه من الصعب أن تتخذ صحيفة ما موقفاً محايداً عند تبنيها أحداثاً وشخصيات معينة ، ولهذا يسعي تحليل الخطاب إلي فهم سليم لكيفية عمل اللغة في تكوين المعرفة ونقلها ، وتنظيم الممارسات الاجتماعية أو ممارسة السلطة ، وبذلك فإن النظريات النقدية الخاصة بالتحليل النقدي للخطاب تروم إلي زيادة وتوسيع المعرفة النقدية حتي يتمكن البشر من تحرير أنفسهم من نماذج الهيمنة ، ولهذا تعمل علي نمو التنوير والتحرير ، ومثل هذه النظريات لا تسعي فقط إلي الوصف والشرح ، ولكن ايضاً إلي القضاء علي كل ما يتعلق بالوهم وحتي مع اختلاف المفاهيم الإيديولوجية ، فإن النظرية النقدية تسعي إلي خلق الوعي لدينا باحتياجاتنا ومصالحنا الخاصة .