ظهر خلال القرن السادس مجموعة من العلماء البارعين في قراءة التوراة والتعرف على مواضع الشبهات فيها وبذلوا في ذلک الجهد العظيم , وظهر أحبار من اليهود اهتدوا إلى الإسلام مع تمکنهم من العلم في التوراة , فبذلوا جهداً رائعاً في الدفاع عن الإسلام , وإبراز شبهات اليهود الباطلة في التوراة , وخاصة أن هؤلاء المهتدين قد قرءوا نسخ العهد القديم والجديد بلغات غير العربية واليونانية واللاتينية , وقرءوا نسخ التوراة والإنجيل باللغتين العبرانية والسريانية , ولهم جهود کبيرة في ترجمة هذه اللغات , ونتج عن ذلک تأثير کبير في إقناعهم بالإسلام ودخول الکثير فيه بعد إسلامهم .
وکان من الشخصيات البارزة التي اعتنقت الإسلام بعد اليهودية الحبر اليهودي (شموائيل بن يهوذا بن آبون ) المعروف بالعربية ( السموأل بن يحيى المغربي رحمه الله ), دخل الإسلام بعد بحث عقلي طويل وفکر وتدبر ثم أيقن بالبرهان القاطع بطلان ما عليه اليهود, وصنف عند إسلامه کتاب (إفحام اليهود ) الذي نحن بصدد البحث فيه , کان فيه مدافعاً عن الإسلام وکاشفاً عن الشبهات اليهودية في التوراة ,وذلک بأسلوب رائع وقوى في الإقناع وحنکة في عرض الأدلة والبراهين .