إن الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهد الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريک له ، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله .
فمما لا شک فيه أن علم التاريخ من أهم العلوم ، وأسماها ، وأنفعها فهو علم الماضي ، والحاضر ، والمستقبل ، وتزداد أهمية هذا العلم إذا وثق بعلمٍ آخر ألا وهو : علم الحديث الشريف ، فإن السنة النبوية کانت ولا تزال بحمد الله محل عناية المسلمين ، واهتمامهم بها اهتمامًا لا يقل عن عنايتهم بالقرآن المبين انطلاقًا من کونها المصدر الثاني للتشريع الإسلامي .
ومن ثم يبرز لنا أهمية الإسناد کعامل مهم في الکتابة التاريخية ، فقيمة الرواية تتوقف على مدى صحة وسلامة الإسناد وتسلسله .
ومن هنا ارتبط علم التاريخ من البداية بعلم الحديث وتأثر به فقد بدأ التاريخ کفرع من فروع الحديث وهذا الارتباط قد ترک أثرًا کبيرًا في منهج التأليف ، فمؤرخوا السير والمغازي تميزت أخبارهم بأنها أخبار مؤيدة بالإسناد وهذا يدل على أن السيرة سلکت مسلک الطريقة التي تبعها المحدثون فکان الخبر التاريخي يتألف من عنصرين . الأول : رواة الخبر على التتابع ويعرف ذلک بالإسناد . والآخر : نص الخبر وهو المتن . إذًا فالإسناد عبارة عن سلسلة الرواة ، ويعتبر الإسناد في المنهج الإسلامي العمود الفقري للخبر .
أولاً : خطـة الدراسة
اقتضت طبيعة البحث أن يأتي في مقدمة، تمهيد، وثلاثة فصول وخاتمة مذيلة بفهرس للمصادر والمراجع .