يعد التسامح ضرورة للوجود الإنساني ، فالإنسان لا يعيش منفرداً بل في مجتمعات بشرية، وهذه المجتمعات قائمة على الاختلاف في كل شيء فهو اختلاف حتمي فقد قال تعالى ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) .

فالتسامح روح الإسلام وأصل مهم من أصوله الاجتماعية، والتسامح من أهم أسباب قوة الحضارة الإسلامية وبقاءها. وينبع التسامح من السماحة بكل ما تعنيه من فالإسلام يريد من المسلم أن يكون سمحاً في كل سلوكه وتعاملاته مع الآخرين كما في الحديث الشريف ( رحم الله عبداً سمحاً إذا باع ، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى) رواه البخاري وابن ماجة.

ولقد أصحبت هناك حاجة كبيرة إلى نشر ثقافة التسامح في عصرنا الحالي، الذي يموج بالاختلافات بين البشر، اختلافات في الشكل واللون والجنس، اختلافات في القدرات، وفي الصحة أو المرض أو العجز، اختلافات في الرأي، اختلافات في العقيدة، ورغم هذا يجمعهم مجتمع واحد ومكان واحد وبينهم العديد من علاقات مشتركة .