لقد أصبح العصر التقني واقعاً ملموساً فى حياتنا المعاصرة بما يحتويه من خدمات ومواقع وبرامج حيث أصبح الصديق المقرب لكل فرد فى الأسرة، وهو الموجه الأول للأبناء من الأطفال والمراهقين والشباب بل والناضجين أيضاً. (حلاوة، عبد العاطي، 2022م، ص5)

وقبل ظهور الإنترنت وجرائمه كانت توجد الأفعال الإجرامية، وكانت هذه الأفعال تشمل السرقة والقتل والنصب والتزوير وغيرها من الجرائم، فالشر قائم بيد أن الانترنت ساعد على سهولة إرتكاب هذه الجرائم ؛ فتقنيات الكمبيوتر يسرت ارتكاب الجرائم وفضاء المعلومات ليس له مبادئ أخلاقية عامة وواضحة، ويمكن للكمبيوتر الوصول إلى بعض المعلومات وعدم الوصول إلى البعض الآخر، بينما فى الانترنت يمكن الوصول للمعلومات وقراءة البريد الإلكترونى للشخص بسهولة. (نصار، 2023م، ص9)وترجع بعض أسباب جاذبية الانترنت للمجرمين وغيرهم إلى بعض خصائصها حيث أنها وسيلة حرة دون حواجز رقابية بين المرسل والمستقبل. (الشهرى، 2020م، ص16) ومع التقدم التكنولوجي في ضوء العصر الرقمي أصبح ليس بمقدور الدول مواكبة سرعة انتشار التقنية والتحكم بها ورفع الجاهزية في التصدي للجرائم السيبرانية؛ وبالتالي تزداد تبعاً لذلك التهديدات السيبرانية العالمية التي تتصف بالشمولية لأنها تهدد الأمن الشخصي والقومي وكذلك الدولي (العقلاء، 2022م، ص280)؛ مما أدى ذلك إلى ظهور مصطلح عليه في الآونة الأخيرة وهو مصطلح الأمن السيبراني المتضمن حماية المجال المادي وغير المادي والمكون من عدد من العناصر متمثلة في أجهزة الكمبيوتر والشبكات والبرمجيات والمحتوى وأنظمة التحكم بالإضافة إلى مستخدمي هذه العناصر وتعد جميع هذه العناصر من مكونات الفضاء السيبراني.