يشد العالم الآن العصر الرقمي والذي يؤثر بطبيعة الحال على المجتمع الدولي والمحلي لما تمثله الثورة التكنولوجية بوسائلها المختلفة من تأثير على الحياة اليومية للشباب الجامعي، فتلك الوسائل أتاحت للشباب استقبال العديد من الرسائل الخارجية من خلال ما تبثه مواقع التواصل الاجتماعي والتعددية الإعلامية مما قد يعرض الطلاب إلى الإرهاب الفكري وزعزعة ثقته بوطنه أو التقليل من شأن العمل الجماعي أو المساواة بين المواطنين أو خلق جو يسوده العنصرية والتطرف.

وفي ظل العصر الرقمي أصبحنا في حاجة إلى دعم القيم التي تدعو إلى التماسك والولاء والانتماء للوطن، والتفاني من أجل ،وحدته، خاصة في ظل تلك المرحلة من الفوضى في النظام العالمي، والتي أدت إلى حدوث تغيرات سياسية واقتصادية كبيرة. وهذا يتطلب أهمية التربية من أجل المواطنة في المجتمع المدني والتي تنطلق من احترام المبادئ والقيم الأخلاقية وحرية التعبير عن الرأي، إلى جانب سلامة الشباب من فهم أنفسهم وبلادهم وفهم ثقافات الآخرين في المجتمع الذي يعيشون فيه. (هالة الوحش، أحمد الصاوي، 2024م، ص453)

والعصر الرقمي الذي نعيشه الآن ساهم في انتشار قيم سلبية تدعو إلى الفردية وتضعف من قيمة الانتساب للحدود الجغرافية والهوية الثقافية، ويأتي العصر الرقمي كأحد الروافد الهامة في التأثير على القيم الأمنية. (ندى على، ۲۰۱۷م، ص۲۱)