استحوذت قضايا التنمية المستدامة خلال العشرين سنة المنصرمة على اهتمام العالم، فعقدت من أجلها القمم والمنتديات العالمية. ونتيجة لهذا الاستحواذ، أصبحت التنمية المستدامة مطلبا أساسيا لتحقيق العدالة والإنصاف في توزيع مكاسب التنمية والثروات بين الأجيال المختلفة لشعوب المعمورة المختلفة، كما يعد العنصــر البشــري مــورد هــام لأي دولــة تســعى للتنميــة، ومــن خلاله يمكــن الاستفادة مــن كافــة المــوارد الماديــة ألأقصي درجــة ممكنــة، ولهــذا لا يرجــع عــدم تحقيــق البرامــج التنمويــة لأهدفها المنشــودة لعــدم توافــر المــوارد الماديــة بقــدر مــا يرجـع إلـى انعـدام كفـاءة واسـتثمار الطاقـات البشـرية بالمجتمـع، وقد حظيت الـتنـميـة المـستدامة بـأهـميـة كـبيـرة في المملكة العربـيـة السعودية منذ بداية مسيرتهـا التـنـمويـة، واتضــحـت معالـمه فـي توجهاتها الاستراتيجية بعيدة المدى، والدراسة الحالية تسعى للتعرف على دور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة؛ وذلك من خلال مجموعة من الأهداف الفرعية والتساؤلات التي تتبناها الدراسة. والدراسة من الدراسات الوصفية باستخدام طريقة المسح الاجتماعي بالعينة من طلاب قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية جامعة الملك عبد العزيز (277) مفردة، وقد اعتمدت الدراسة على الاستبانة كأداة رئيسية في جمع البيانات، وانتهت الدراسة الى مجموعة من النتائج : أن هناك العديد من الأدوار التي يساهم فيها الشباب في البرامج (الاجتماعية – الاقتصادية – البيئية) للتنمية المستدامة، كما أوصت الدراسة بالعمل على اتاحة الفرصة للشباب في المشاركة الفعالة في اتخاذ وتنفيذ وتقييم القرارات الخاصة بالقضايا المجتمعية، إضافة الي تمكين الشباب للمساهمة الفعالة في التنمية من خلال اشاركهم في البرامج والأنشطة التي تساهم في تنمية الوعي لديهم بقضايا مجتمعهم