تهدف هذه الدراسة إلى وصف وتسليط الضوء على التحديات الاجتماعية والنفسية والاقتصادية التي تواجه أسر مرضى الفصام، من وجهة نظر المختصين في مجال الصحة النفسية، كما ستعتمد الدراسة الحالية على المنهج النوعي في تحليل البيانات التي يمثلها (13) من الخبراء الممارسين في مستشفيات ومؤسسات الصحة النفسية بمدينة الرياض- المملكة العربية السعودية. وقد بينت نتائج الدراسة أن أسرة مريض الفصام تمر بسبع تحديات تتمثل في (ندرة المتخصصين بمرض الفصام – قلة التقنيات العلاجية النفسية غير دوائية - قلة البرامج التدريبية والرعاية النهارية- الوصمة الاجتماعية -شدة الأعراض المرضية – الخصائص الشخصية لمقدم الرعاية- الوضع المادي للأسرة). وقد أوصت الدراسة بأهمية استخدام المقاييس والادوات النفسية الحديثة للوصول إلى التشخيص الدقيق المصمم بشكل فردي ويلبي الاحتياجات المتغيرة لأعراض كل مريض، والحاجة إلى نشر الوعي الاجتماعي وتسليط الضوء على أهمية دعم الأسرة والمحيطين من أفراد المجتمع لمريض الفصام من خلال القيام بحملات توعية عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي المتداولة، والتثقيف بطرق التعامل الإيجابي، والعمل على إيجاد مراكز تدريبية لتلبية احتياجات الممارسين في مجال الصحة النفسية من الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين لتطوير مهاراتهم المعرفية، والعمل على أساليب تدخل مناسبة، و ضرورة الدعم المؤسسي لتكون الأسرة قادرة على التعامل مع عواقب المرض مثل العمل على توفير مراكز رعاية أولية تقدم خدمات تأهيل نفسي واجتماعي ومهني لمرضى الفصام وبمشاركة أسرهم، وإيجاد برامج توعية في الادخار وطرق الاستثمار المالي على مدى طويل بما يتناسب من إمكانيات ومتطلبات الأسر المصابين بأمراض نفسية مزمنة لتحسين وتنمية وضعها الاقتصادي، بإضافة الى الحاجة إلى مزيد من الدراسات الاجتماعية عن أساليب تساهم في تعزيز مرونة الأسرية والتكيف الأسري الإيجابي للمصابين بأمراض الذهان المزمن.