يلعب القطاع الخاص دورًا محورياً في عملية التنمية باعتباره قطاع رائد وفعال وذو قدرة تنافس وتتجاوز القطاع الحكومي كمولد رئيسي للدخل وتحسين المستوى المعيشي، ورغم أهمية الخدمات والبرامج التي يقدمها القطاع الخاص في العديد من المجالات إلا أنها لا تمثل إلا جزرا منعزلة من الرفاهية النسبية لبعض فئات المجتمع. بل أن تحقيق إنجازات على صعيد التنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية يتطلب تضافر كل الجهود المجتمعية، حيث لم يعد كافيًا حصر دور القطاع الخاص في نوع من الشراكات أو المساهمات الطارئة أو الموجهة لخدمة أهداف واحتياجات مؤقتة.. بقدر ما يتطلب الأمر البحث عن الوسائل الملائمة لتلبية احتياجات أفراد المجتمع عامة والفئات الأولى بالرعاية خاصة، والعمل على بناء إستراتيجية للشراكة بين مؤسسات القطاع الخاص مما يساعد على تقديم الدعم للفئات الأولى بالرعاية من جهة، وللعمل على تجاوز بعض الصعوبات التي تواجه مؤسسات الحكومية في تقديم خدماتها لمثل هذه الفئات من جهة أخرى، ولعل أولويات الدعم لتلك الفئات تتركز في المقام الأول؛ في توفير الخدمات الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية ...، بما يساعد على تحسين نوعية الحياة لديها. والدراسة الحالية تسعى للتعرف على دور القطاع الخاص في تحسين نوعية الحياة لدى الفئات الأولى بالرعاية، وذلك من خلال مجموعة من الأهداف الفرعية. والدراسة تعد من الدراسات الوصفية التحليلية التي تعتمد على المسح الاجتماعي لعينة من المستفيدين من مؤسسات القطاع الخاص ومن مؤسسات الرعاية التي تُعنى بالفئات الأولى بالرعاية بمدينة جدة، معتمدة على أداة الاستبانة، وقد توصل الدراسة إلى أهمية كل الخدمات الممكن تقديمها مع أهمية ربط الخدمات المقدمة للفئات الاولي بالرعاية بحاجات كل أسرة، وعدد أفرادها، وبما يتناسب مع مستويات المعيشة بما يحقق حياة كريمة لتلك الفئات.