يعتبر العمل الأهلي الذي تضطلع به منظمات المجتمع المدني، من أهم الآليات التي تسهم في تنمية المجتمعات في الوقت الحالي، فقد أصبح لدورها أهمية فعالة في ظل عدم قدرة العديد من الدول على تحقيق الاحتياجات المختلفة للمواطنين، خصوصاً مع تزايد حجم التحديات والتهديدات التي تواجه الدول والمجتمعات في ظل تزايد حركة العولمة والتكنولوجيا المدنية التي ترافق معها انتشار حالات الصراع على الموارد المتنوعة بين الأقطاب الدولية، وزيادة التنافس بين الدول بهدف تحقيق التنمية الشاملة لأفراد المجتمعات المختلفة، فقد أدى ذلك إلى نشوب حالات والعديد من الصراعات العسكرية والاقتصادية، التي ساهمت في تقسيم العالم إلى دول متقدمة وأخرى نامية، فالدول المتقدمة ومع انطلاق التكنولوجيا الحديثة، ركزت على نهضتها الحضارية، باستغلال الموارد المتنوعة، والسيطرة على العديد من الدول؛ لتحقيق مصالحها في الحصول على تلك الموارد، وزيادة معدلات النمو الاجتماعي والاقتصادي لها من أجل تعزيز رفاهية أفرادها، بينما بقيت الدول النامية تصارع من أجل تحقيق هذا الهدف، ومع اختلاف مستويات النمو بين هذه الدول، وعجز الدول النامية من الوصول إلى معدلات نمو منافسة لتلك الدول