تعد البيئة الاطار الذى يحى فيه الانسان مع غيره من الكائنات الحية وغير الحية في تفاعل متبادل وفق نظام دقيق ومتوازن يعرف بالنظام البيئى ( eco- system) وأى تدخل في النظام البيئى من جانب الانسان دون وعى وادراك من شأنه أن يفسد التوازن الطبيعى في هذا النظام ويؤدى إلي اضطرابه بحيث يصبح هذا النظام البيئى غير قادر علي إعادة الحياة بشكل عادى ويترتب على ذلك الكثير من المشكلات ( فضل الله, 2001, ص ص 72: 74).

ولقد واجهت البشرية منذ بداية الوجود ألوانا متعددة من التلوث والكوارث الطبيعية منها البراكين والزلازل والسيول والصواعق، ومع حرص الإنسان على البقاء فقد بدأت محاولاته لتجنب تلك المخاطر أو تحجيم آثارها وذلك من خلال العمل على وضع الخطط المناسبة التي يمكن لها تحقيق الأمن والاستقرار له والمجتمع الذي يعيش فيه، ومواجهة هذه الكوارث المتوقعة، والملوثات البيئية، حيث يتطلب التخطيط لمواجهتها والفهم الدقيق للمخاطر الطبيعية، والصناعية التي ظهرت بفعل إنسان هذا العصر.

فلقد أحدث تدخل الانسان في الأنظمة البيئية الكثير من المشكلات التي تفاقمت حدتها مع التقدم التكنولوجى، والعلمى في البلدان الصناعية إلا أن هذه البلدان بما لديها من قدرات علمية، ومالية كبيرة قد أدركت حجم المشكلات البيئية فحاولت ولا زالت مستمرة في المحاولة لإيجاد حلول عديدة للسيطرة علي هذه المشكلة غير أن البلدان النامية ، والتي تتحمل النصيب الأكبر من هذه المشكلات البيئية لازالت تخطوا في خطوات متثاقلة في طريق الحد من انتشار تلك المشكلات البيئية ،