إن التداخل السردي الذي أحدثه سيمون الحايك في حديقته الأندلسية بعامة، وفي روايته بخاصة وإن بدا في أول الأمر ممقوتًا، لكنه يُكسب الخطاب سمات الابتكار والإبداع والحداثة الأدبية، كذلك نجد الخبر التاريخي عند سيمون متنوعًا مأخوذًا من حديقة أندلسية تشكلت من كل باقة، وتوزعت حسب مختلف عهود الخلافة الأندلسية، فقد عايش العرب وتاريخهم في الأندلس إلى جانب ثقافته المتقدة ورؤيته الثاقبة، وطريقة السرد داخل أعمال سيمون الحايك اعتمد فيها على تعديد الآليات والتقنيات التي يسرد التاريخ من خلالها، إما بالعرض المباشر- الذي يحمل الوثوقية والتأكيد والإيهام بالواقعية- وإما بالتخيل والتقنيات السردية ما بعد الحداثية- التي تسيطر على الإبداع برمته، وعليه نجده يعتمد التداخل السردي بين الشعر والسرد والرواية التاريخية، ويوظف الكتابة الشذرية وهي تقنية تتجه ناحية الحقائق الكونية؛ لأنها حكمة في قالب تاريخي فتستلزم المصداقية، فتتجه كتابته إلى التعليق بالمقولات السائرة والمتعارف عليها لكن مع لغة رائقة مستساغة.
إلى جانب نقله للنصوص الشعرية التي تتناسب مع الموقف والحدث التاريخي. وفي الأخير نجد هذا التداخل هو السمة الغالبة على البحث ولكنها أكسبت النص جمالًا لا خللًا.