التذوفق الموسيقي هو فهم الموسيقى وإدراكها عن طريق الاحساس بالقيمة الجمالية لها ، وبما أن الموسيقى فن مسموع فإن الانسان يستقبلها عن طريق تأثر حاسة السمع بمؤثر معين وهذا المؤثر ينتقل بعد ذلك إلى المخ الذي يقوم الادراك السمعي ، فهو يعني التعود على سماع الألوان الموسيقية وفهمها وإدراكها على أساس من الحس الفني والشعور بالنغم أي فهم الموسيقى العربية من حيث التراكيب النغمية والمقامية والإيقاعية بأشكالها المتنوعة والمختلفة ^([1]) . المقدمة الموسيقية هي قطعة موسيقية تعزفها الآلات وليس لها قالب مخصوص ولكنها تلحين من رؤى المؤلف ، فهي بناء لحني يستهل به أعماله الغنائية فتظهر بها أحياناً أجزاء حرة غير موزونة ( أداء حر Adlib ) ، وأخرى موزونة ويتنوع بها اللحن والإيقاع ، وتصاغ غالبا في المقام الأساسي للعمل الغنائي ويظهر فيها الملحن براعته من خلال وضع جمل لحنية للفرقة الموسيقية وأبضاً للآلات المنفردة وكيفية توظيفها داخل العمل الغنائي. وهناك أنواع من المقدمات الموسيقية أخذت ملامحها الأساسية من المذهب وأخرى لها شخصيتها المستقلة والتي تختلف تماماً عن لحن المذهب ، وفي النصف الثاني من القرن العشرين ظهر العديد من رواد التلحين اللذين برعوا في صياغة المقدمات الموسيقية لأعمالهم الغنائية ومنهم على سبيل المثال " محمد عبد الوهاب " الذي قام بصياغة المقدمة الموسيقية لقصيدة " أغداً ألقاك " لـ " محمد عبد الوهاب " ، حيث أبدع بموهبته الفنية من خلال استخدامه للانتقالات المقامية والإيقاعات المختلفة وفهمه لعلم النغمات وطبيعتها (2) . لذا رأى الباحث ضرورة تناولها من خلال دراسة تحليلية عزفية متخصصة لتحديد      الجمل الحنية المصاغة لمختلف الآلات والتي يمكن أدائها على آلة القانون ، لما بها من تقنيات ومهارات يمكن الاستفادة منها في تحسين مستوى دارسي الآلة عند أدائهم لهذا النموذج                         ( عينة البحث ) .   ⁽[1]⁾ آلاء مصطفى محمد علي : توظيف المقدمات والفواصل الموسيقية في بعض أغاني نجاة الصغيرة للاستفادة منها في تدريس تذوق الموسيقى العربية ، بحث منشور ، مجلة البحوث في مجالات التربية النوعية ، المجلد 6 ، العدد 29 ، كلية التربية النوعية ، جامعة المنيا ، يوليو 2020م ، ص 1  . (2) عماد بشري : دراسة أسلوب صياغة ألحان محمد عبد الوهاب لأم كلثوم والاستفادة منها في تدريس الموسيقى العربية ، رسالة دكتوراه ، بحث غير منشور ، كلية التربية النوعية ، جامعة المنصور ، القاهرة ، 2002م ، ص 6 .