تمثل طائفة الشباب العمود الفقري لأي مجتمع باعتبارهم القوة الأساسية في التنمية المستدامة والتطوير والتغيير الاجتماعي. لذا كان اهتمام المسئولين بالاستفادة القصوى من طاقات الشباب في جميع مواقع العمل والإنتاج. وأبرز مظاهر هذا الاهتمام تمثل في إنشاء برامج ومراكز ومؤسسات ومنظمات لتدريب وتأهيل الشباب الجامعي من أجل تنمية مهاراتهم القيادية وتمكينهم السياسي والاقتصادي. وباطلاع الباحث على كثير من هذه البرامج، وجد أن معظمها قد ركز على تنمية جانب وأكثر من جوانب الشخصية، وتحديداً الجانب العلمي المهاري الذى يؤهل الشاب لمهنته المستقبلية، وعلى الرغم من أهمية هذا الجانب إلا أنه يأتي على حساب جوانب الشخصية الأخرى نفسية واجتماعية وأخلاقية. وبناء عليه فقد صاغ الباحث المشكلة في السؤال التالي: كيف يمكن إعداد برنامج تدريبي تأهيلي للشاب الجامعي يتصف بالشمول لجوانب الشخصية باعتبارها وحدة كلية؟ وانبثق عن السؤال السابق سؤال آخر: ما هي أدوات تقييم البرنامج المقترح؟ وتتلخص أهداف البحث في الإجابة على مشكلته من حيث إعداد برنامج تدريبي تأهيلي للشباب الجامعي للوعي بالذات وتنمية المهارات السلوكية والاجتماعية وتدعيم القيم الأخلاقية والروحية، واقتراح أدوات لتقييم البرنامج. ويستند الأساس النظري لبناء البرنامج إلى ثلاثة مفاهيم رئيسية هي: الصحة النفسية للشاب الجامعي وتوافقه النفسي، وإشباع حاجاته النفسية. ذلك أن تمتع الشاب بالصحة النفسية يعني تمتعه بالكفاءة الشخصية والفاعلية الاجتماعية، وتمتعه بالتوافق النفسي يعني زيادة وعيه بذاته وتنمية مهاراته السلوكية وكذلك تنمية مهاراته الاجتماعية وتدعيم قيمه الأخلاقية والروحية. ويرى الباحث أن التقييم النهائي للبرنامج يكون من خلال تطبيقه على عينات مختلفة من الشباب الجامعي.