مصر وإيران قوتان فاعلتان في منطقةٍ هي أكثر مناطق العالم حساسيةً، وتوتراً، ذلك أنهما مركز الهَيّبة الإقليمية، والقوة الشاملة، التي تجعل لتقاربهما أو تباعدهما تأثير تلقائي على خارطة التفاعلات الجيوسياسية كافة، ولعل الإتصالات الجارية بين مصر وإيران اليوم، في ظل المُتغيرات الدولية والترتيبات الإقليمية القائمة، تُعدُ ذات قيمةٍ مختلفة، لأنها ربما تُفضي إلى استئناف العلاقات بين البلدين، خاصةً إذا تمتعا بالحرص المتبادل على فضّ أي تقاطع مُحتمل بينهما، أخذاً في الإعتبار أن دراسة العلاقات المصرية الإيرانية أمر مُعقّد، بالنظرِ إلى أن هذه العلاقات تُعدُ نموذجاً بارزاً لديناميات التفاعل الإقليمي غير المستقر، الأمر الذي يستوجب دراسة متغيرات البيئة الخارجية لتطورات هذه العلاقات، ومدى إدراك كل من مصر وإيران لموقعهما الإستراتيجي وتموضعهما الإقليمي ومكانتهما الدولية ودائرة اهتمامهم وحدود مصالحهم، فضلاً عن التحولات الداخلية التي شهدتها مصر وإيران، ومدى انعكاس هذه التحولات الداخلية على العلاقات الثنائية بين البلدين.

يقع الكتاب في (528) صفحة، يتضمن: (4) أبواب، و(20) فصلاً ومقدمة ترصد الملامح والمتغيرات في تاريخ العلاقات المصرية الإيرانية، و"كلمة أخيرة" نهاية الكتاب عن التطورات الآنية في العلاقات بين البلدين، سواء بوساطة عُمانية أو عِراقية على نحوٍ يعكس اتفاق البلدين على مُنطلقاتٍ جديدة مفادها إرجاء طرح أو مناقشة قضايا الخِلاف المُعقدة، والتخلي عن بعض الشروط المُسبقة لتطبيع العلاقات بين البلدين، ووضع أسس تفاهم جديدة تقود إلى تنمية العلاقات السياسية والإقتصادية والدبلوماسية