تعد التجربة الهندية واحدة من أهم التجارب التنموية الجديرة بالاهتمام والدراسة، وذلك لما حققته الهند من طفرات تنموية يمكن أن تستفيد منها الدول النامية كي تنهض اقتصادياً، فقد وضعت الهند العديد من الخطط والسياسات التنموية في مختلف القطاعات، ونتيجة لهذه السياسات استطاعت أن تحقق قفزات هائلة في مجال التنمية الاقتصادية، ومن ثم تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على الخطط والسياسات التنموية للهند، وذلك للوقوف على ما حققته هذه الدولة في بعض القطاعات، والعوامل التي أتاحت لها فرصة الوصول إلى هذه المكانة، وقد اعتمدت الدراسة على اقتراب الاقتصاد السياسي، وذلك باعتباره الاقتراب الأكثر ملائمة لدراسة ورصد وتحليل التفاعلات والتأثيرات المتبادلة بين ما هو اقتصادي وما هو سياسي، وانتهت الدراسة إلى أنه على الرغم من النهوض الاقتصادي الكبير الذي حققته الهند في الفترة الأخيرة إلا أنها ما زالت تواجه العديد من التحديات التي تمثل حجر عثرة أمام الصعود الهندي، وتحد من قدرة الدولة على المضي قدماً في خطط التنمية وإحراز تقدم ملموس على صعيد التنمية بمختلف جوانبها.

وتحاول هذه الدراسة على مدى ثلاثة أجزاء، بخلاف المقدمة والخاتمة، تناول خطط التنمية في الهند، وتوضيح أهم السياسات التنموية في قطاعي الاستثمار الأجنبي والصناعة التي اتبعتها الهند منذ عام 2009 حتى عام 2021.