علي مدى عقود من الزمن، كانت الهند من بين أقوى الدول الداعمة والمدافعة عن القضية الفلسطينية، وحتى بعد أن أقامت علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في عام 1992 ، ونمت العلاقات الأمنية والاقتصادية الثنائية بينهما، واصلت نيودلهي التعبير عن دعمها للقضية الفلسطينية، لكن حدث تحول نوعي ولافت في موقف الهند تجاه القضية، منذ اندلاع حرب غزة الأخيرة بعد عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، فقد كان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي من أوائل زعماء العالم الذين أدانوا بشدة "الهجمات الإرهابية"، إذ تعتبر الهند العدوان الإسرائيلي على غزة بمثابة عملية لمكافحة الإرهاب في تبني واضح لسردية إسرائيل بشأن الصراع.
وقد جاء هذا الموقف في سياق متغيرات هندية تتعلق بالدرجة الأولي بصعود القومية الهندوسية في الهند، لاسيما منذ تولي رئيس الوزراء الهندي الحالي ناريندرا مودي للسلطة في عام 2014، وتماهيها الأيديولوجي مع الصهيونية الدينية في إسرائيل، وهو ما عزز التقارب بين البلدين علي نحو لافت خلال العقد الماضي، علي الأقل، بيد أن هذا الموقف الهندي من حرب غزة ينطوي علي مخاطر وتهديدات داخلية تتعلق باحتمال نشوب اضطرابات دينية في الهند، لاسيما بين المسلمين والهندوس، فضلا عن تضرر سمعة الهند في الجنوب العالمي، وتعقد استراتيجيتها وسياساتها في منطقة الشرق الأوسط.
Abstract:
For decades, India has been among the strongest supporter and advocate of the Palestinian cause. Even after establishing diplomatic relations with Israel in 1992, and growing bilateral security and economic ties between them, New Delhi continued to express support for the Palestinian cause