نجح الرئيس الصيني "دينج شياو بنج" الذي تولى رئاسة الدولة خلال الفترة من (1978 وحتى نهاية الثمانينيات تقريباً) من أن يضع أسس لتطوير الحياة السياسية في الصين بدرجة أكبر مما كانت عليه في فترات سابقة، وذلك إنطلاقاً من تصوره حول وجود علاقة ارتباطية بين التنمية الاقتصادية "والتي كان قد قطع في تحقيقها شوطاً بالفعل مع التطور السياسي ومأسسة التنظيمات ووضع قواعد لضبط سلوكها، وكذا زيادة مساحة الحريات العامة والاعلامية في البلاد، تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني الصينية المختلفة، إضافة إلى تطوير آليات المشاركة السياسية. لذا تسعي الدراسة للاجابة على تساؤل رئيسي هو كيف استطاع دينج شياو بنج تحقيق تطور ايجابي في الحياة السياسية الصينية خلال تلك الآونة؟ استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي وكذلك دراسة الحالة باعتبارهما أفضل المداخل المنهجية الملائمة للتطرق للتطورات السياسية التي شهدتها الصين في ظل قيادة دينج للبلاد حينئذ.

وتوصلت الدراسة إلى أن دينج قد نجح في تحقيق نقلة نوعية ليس فقط في المجال الاقتصادي –كما سبقت التوضيح في الجزء الأول من دراسة سابقة بهذا الشأن- بحيث أنها باتت بفضل دينج –وعدة عوامل مؤسسية وتاريخية وثقافية أخرى-على أعتاب مسئولية قيادة النظام العالمي الجديد حالياً، وإنما أيضاً قد نجح في وتحقيق نقلة سياسية بها من خلال العمل على عدة محاور.