في الثامن والعشرين من نوفمبر 2022، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن محادثات "القاهرة" لنزع السلاح النووي بين روسيا والولايات المتحدة أُجلت، وقد أثار إرجاء موسكو لمحادثات معاهدة "ستارت الجديدة" التي كان من المقرر أن تنعقد بين مسئولي البلدين في العاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة (من 29 نوفمبر وحتى 6 ديسمبر 2022) لمناقشة استئناف عمليات تفتيش بموجب المعاهدة التي عُقدت بين الجانبين في عام 2010 للحد من انتشار الأسلحة النووية، ودخلت حيز التنفيذ عام 2011، والتي عُلقت في مارس 2020 بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة "كوفيد-19"، وتم تمديد المعاهدة آخر مرة في أوائل عام 2021 لمدة خمس سنوات، مخاوف عالمية من تداعيات القرار على قضية الحدّ من انتشار الأسلحة النووية، خشية احتمال اندلاع حرب نووية بين أكبر قوتين دولتين.

وجاء تأجيل الاجتماعات في إطار معاهدة "ستارت-3" للصواريخ الهجومية الاستراتيجية - الاتفاق الوحيد المتبقي الذي ينظم أكبر ترسانتين نوويتين في العالم - في أعقاب تهديدات موسكو النووية تجاه أوكرانيا، وبعد التعقيدات المتعلقة بعمليات التفتيش المتعلقة بالمعاهدة، فيما شهدت الشهور الماضية حالة من التوتر في العلاقات الأمريكية - الروسية، وذلك على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية، حيث قادت واشنطن المعسكر الغربي وفرضت عقوبات اقتصادية ضد موسكو، كي تتراجع عن قرار الحرب في أوكرانيا.

ويرصد هذا التقرير ملامح معاهدة "ستارت الجديدة" بين الولايات المتحدة وروسيا، ويستعرض أبرز محاور آخر معاهدة رئيسية لنزع السلاح بين أكبر قوتين نوويتين في العالم، ودلالات وانعكاسات الخطوة الروسية الأخيرة على خلفية قرار تأجيل محادثات "القاهرة" للحد من الأسلحة النووية الإستراتيجية، ومواقف الأطراف المعنية، ونتائجها المستقبلية المتوقعة.