يعد مفهوم الأمن السييراني من أهم وأخطر المفاهيم التي تسعى الدول إلى تحقيقيها، والوصول إليها في عالمنا اليوم، لاسيما في ضوء التقدم التكنولوجي الهائل الذي تشهده مختلف مجالات الحياة، فقد كان لهذا التقدم تأثيرًا واضحًا على العلاقات الدولية، وتحديدًا في حالة الصراعات والحروب، حيث ظهر شكل جديد للحروب عرف باسم "الحروب السيبرانية"، والتي باتت تشكل خطرًا عالميًا لا تستثنى منه أي دولة مهما بلغ تقدمها العسكري والاقتصادي والتكنولوجي، ومن ثم فقد أدى ذلك إلى قيام العديد من الدول إلى إعادة النظر في رؤيتها لمفهوم الأمن القومي في محاولة لتضمينه عنصرًا استراتيجيًا جديدًا، وهو العنصر الأمن السيبراني في محاولة منها لمواجهة هذه الحروب والهجمات، وذلك من خلال توظيف إمكانياتها الاقتصادية والتقنية والبشرية.

حيث تطرح روسيا الاتحادية تحت قيادة الرئيس فلادمير بوتين نموذجًا واضحًا كأحد تلك الدول، التي سعت إلى تنمية قدراتها في هذا المجال السيبراني الجديد خلال السنوات القليلة الماضية، وتطويرها كسلاح فعال لمواجهة خصومها ، وفي مقدمتهم الدول الغربية متمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الاتحاد الأوروبي، بل وفي إدارة تفاعلاتها الدولية والإقليمية.

كلمات مفتاحية: الأمن السيبراني، روسيا، استراتيجيات الأمن القومي، الحروب السيبرانية، الفضاء السيبراني