تتناول هذه الدراسة احدي الموضوعات التي تهدف إلى التعرف على الشعور السلبي للمتوفى عقب
وفاته، و نواحه في العالم السفلي، فقد اعتقد المصري القديم على خالف معاصريه أن الموت ليس
نهاية المطاف، بل هو البداية لحياة أخرى خالدة حيث كان في اعتقاده أن صعود المتوفى إلى السماء
عقب وفاته، و ممارسته سلطاته في حياة مشابهة لحياته الدنيا، و أنه سوف ينعم فيها بالراحة و الهدوء، بعيدا عن الحزن و الالم، و يحيى حياة ملؤها السعادة و عدم الحزن، إلا أنه قد لا يتحقق للمتوفى في العالم السفلى ما يتمناه بعد
الموت لذا فهو يشكو و ينتحب.
على الرغم أنه من النادر أن يرثي الميت نفسه في العالم السفلى، و لكن في بعض الاحيان نجد كتابات
من فم المتوفى نفسه، فالشكوى الذاتية في الاساس هي استمرار للاوجاع الذاتية من وراء القبر، لذلك
يهدف البحث إلى معرفة الاسباب المؤدية لذلك النواح، و الاماكن التي ناح بها في العالم السفلي، و
مظاهر هذا النواح.