فرضت التطوُّرات والتحوُّلات العالمية الكثير من التغييرات على دول العالم المختلفة وبشكل خاص النَّامية منها والمتمثِّلة في العولمة وثورة الاتصالات والآثار النَّاجمة عن الاتفاقيَّات الدَّوليَّة والانفتاح العالمي والاقتصادي والتجاري. ويعدُّ ظهور جائحة كورونا من أهم التَّطوُّرات التي شهدتها دول العالم ككل وأصبح هناك حاجة ملحة للبحث عن حلول فعالة تستطيع من خلالها الحكومات سد احتياجات مواطنيها. تأتي هذه الدِّراسة لدراسة أثر جائحة كورونا على تقديم الخدمات العامَّة بالتَّطبيق على الحالة المِصْريَّة والمتمثَّلة في شركة مياه الشُّرب والصَّرف الصِّحي بالجيزة. فتبدأ الدِّراسة بإلقاء الضُّوء على تطور ونمو فيروس كورونا وأثره على القطاع الحكومي بصفة عامة وتقديم الخدمات العامة بصفة خاصة ثم دارسة أهم المشاكل التي عانى منها الجهاز الحكومي. فهناك الكثير من نقاط الضَّعف المتعلِّقة بالنُّظم الإداريَّة والتَّنظيميَّة. كذلك تناولت الدِّراسة الميدانيَّة تقييم وتحليل أثر جائحة كورونا على تقديم الخدمات العامة. واعتمدت هذه الدِّراسة على المنهج الوصفي التَّحليلي في عرض وتحليل البيانات التي تم جمعها؛ حيث تم توزيع عدد (126) استمارة على مديري الإدارات العليا والمسئولين في شركة مياه الشُّرب والصَّرف الصِّحي بالجيزة. واختتمت الدِّراسة بعرض أهم النَّتائج التي توصَّلت إليها الدِّراسة الميدانيَّة التي ركزت أن هناك عدم اهتمام كافٍ بالتدريب الفني أو الإداري للعاملين في شركة مياه الشرب والصَّرف الصِّحي بالجيزة للتعامل مع متغيرات هذه الأزمة (بنسبة 98% من آراء العينة محل الدِّراسة) مما أدى إلى عدم القدرة على التَّعامل مع المشاكل الإداريَّة والتَّنظيميَّة داخل الإدارات وأفقدها فعالية الأداء. كما أكدت مفردات العينة (بنسبة 95%) على أن ضعف الأداء في العمل يرتبط بضعف العائد المادي مما يستلزم إعادة النَّظر في نظام الأجور والحوافز داخل القطاع الحكومي. بالإضافة إلى أن عدم توافر الموارد المالية المناسبة والدعم المالي يؤدي إلى ضعف الأجهزة الحكوميَّة ويحدُّ من رغبة الوحدات الإداريَّة في التوسُّع والتطوير لخدمة المواطنين واحتلت هذه المشكلة المركز الثالث بنسبة 93% من آراء العينة. وبحق فإن الترتيب يعد منطقيًّا لأهم المشكلات التي واجهت الجهاز الإداري خلال أزمة كورونا.