تُعالج هذه الدِّراسة موضوعَ أدب المهمَّشين في الرِّواية العربيَّة تحديدًا رواية "يوتوبيا" لأحمد خالد توفيق، تلك الرِّواية التي تندرج تحت ما يُعرف (بأدب المدينة الفاسدة)؛ إذ أشار من خلال روايته إلى ظاهرة عدم التَّوازن الاجتماعي في عام 2023 في رؤية استشرافيَّة، منبثقة من فكر كاتبٍ واعٍ، إذ إنَّه تنبأ بواقع المجتمع المصري في روايته "يوتوبيا" التي صدرت عام 2008، متجاوزًا بها فكرةَ الإصلاح الاجتماعي إلى سياقات أخرى؛ وهي سياقات إنسانيَّة مجتمعيَّة في نظرتها إلى المهمشين، والمهمَّش بصورة عامَّة مَن يُقصى بشكل متعمَّد من نسقٍ إنسانيٍّ اجتماعيٍّ وثقافيٍّ، ومهيمن على الفضاء المكاني والزماني الذي يتحرك به الشخص، ويكون هذا التهميش في جميع جوانب حياة الإنسان؛ منها اجتماعي، وثقافي، ويؤثر التهميش في الفرد ويترك علامةً في نفسه، بالإضافة إلى أنَّه يحدد علاقته بمجتمعه، فالمهمَّش هو حاضر ولكنه يغيب عن ذهن مجتمعه؛ أي لا وجود له، وذلك لعدة أسباب منها عدم الشُّعور بأهميته أو التَّنافس، أو الخوف، أو الاختلاف عن غيره، وأن هذا التهميش يعكس طبيعة الإنسان وفعاليته في بيئته.

وتعتمد هذه الدِّراسة على المنهج السِّيميائيّ للكشف عن مدى فعالية هذا المنهج في تحليل النَّص ودوره في الكشف عن عتبات النَّص وبنيتها الجماليَّة ووظيفتها في فتح آفاق النَّص الحكائي، وذلك إلى جانب ما تحمله تلك العتبات من معانٍ ودلالات خفيَّة.