"أبو القاسم العراقي" صنعوي وكيميائي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي، سلك الطرق الجابرية في الكيمياء التي تقوم على فكرة صناعة الإكسير وتحويل المعادن الرخيصة إلى معادن نفيسة، إلا أنه أيضاً عُرف باهتمامه بالجانب التجريبي والعملي، عرفه المتأخرون ككيميائي بكتابه "المكتسب في زراعة الذهب" الذي تناوله بعض الباحثين الغربيين بالتحقيق والدراسة، وحظى بشهرة كبيرة عند علماء الكيمياء في أوربا في العصور الوسطى وبدايات عصر النهضة العلمية، وتُرجم هذا الكتاب إلى اللاتينية ترجمات عديدة واقتُبست منه فصولاً كاملة في كتب علماء النهضة العلمية في أوربا، إلا أن للعراقي كتاباً آخر في الكيمياء لا يقل أهمية عن كتاب المكتسب، وهو كتابه في شرح "ديوان شذور الذهب" لـعلي بن موسى الأنصاري في الكيمياء، ربما لم ينل نفس الشهرة والاهتمام اللذين حظى بهما المكتسب لأن عنوان الكتاب واسم مؤلفه على النسخ التي وصلت إلينا فيهما بعض الإلباس، لكن في هذا البحث نحاول أن نلقي بعض الضوء على سيرة العراقي السيماوي ومؤلفاته، لاسيما كتابه "شرح ديوان شذور الذهب"، وهو ديوان شعري جمع علم الكيمياء، قوافي قصائده مرتبة ترتيباً ألفبائياً ألّفه شاعر الحكماء وحكيم الشعراء ابن أرفع رأس علي بن موسى الأنصاري الأندلسي المتوفى سنة ٥٩٣ هجرياً/ ١١٩٧ ميلادياً.