إذا سلمنا بأبدية المفهوم الكلاسيكي للجمال، الذي يستند إلى معايير محددة، ومقاييس مدروسة من التناسق، والإنسجام سواء في الأفكار أو المواد أو طرق التناول، والتشكيل؛ فقد تغيرت مفاهيم الجمال، وأهتمت الفنون المعاصرة بولادة نوع آخر من الجمال الذي يتناول القبح، ومع التجريب في الفن والتطور المذهل في الحركات الفنية، والرغبة في التجديد، والتوظيف غير التقليدي للخامات المكتشفه باسلوب معاصر، وتطويعها في العمل الفني مما يثري مجال الفن بصفة عامة ، ومجال الأشغال الفنية بصفة خاصة الذي يعتني بالخامات البيئية، ويقوم على البحث في خواصها التركيبية، والحسية
وللحديد المؤكسد سحره الخاص، وشكله المميز رغم أنه مسبب لتآكل خام الحديد إلا أنه بوجوده أكسدة تولد خامه جديدة رغم ردائتها، وهشاشتها إلا أنها إنسلخت من معدن قوي، واتسمت بصفات تركيبية في خواصها الفيزيائية مخالفة للمعدن الأصلي؛ من تعدد الألوان والملامس وفقاً لمراحل الأكسدة وأنواعها، ويهدف البحث الحالي إلى الإستفادة من الحديد المؤكسد بصورة مميزه لعمل مشغولة فنية مستحدثة وإثراء مجال الأشغال الفنية بالتجريب في الخامات المهملة لإيجاد معالجات متنوعة في شكل المشغولة الفنية
جاءت أهمية البحث في الإهتمام بالتجريب وإعادة النظر للمواد المستصلحة، وتقليل النفايات، والمحافظه على الموارد من خلال التناول كمدخل من مداخل التشكيل في المشغولة الفنية، ويتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي في الإطار النظري كما يتبع البحث المنهج شبه التجريبي في الجانب العملي ويشمل إجراء تجربة ذاتية تشمل جانبين
الأول:- الإستفادة من جماليات أكسدة الحديد في إبتكار مشغولة فنية مستحدثة
والثاني:- توظيف شكل أكسدة الحديد في إبتكار مشغولة فنية مستحدثة